سلمون ملك النوبة الراهب

من كوبتيكبيديا
مراجعة ١٦:٥٠، ١٨ مايو ٢٠٢٤ بواسطة Gerges (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'سلمون ملك النوبة الراهب الذى تنازل عن العرش وصار راهباً <gallery> Example.jpg|صورة الراهب سلمون ملك النوبة </gallery> كان الملك سلمون ( سليمان ) ملك النوبة من الملوك الأرثوذكسيين الأتقياء عاش فى القرن الحادى عشر وكان ملكاً تقياً خائفاً الله ويحكم بالعدل سائراً فى جميع وص...')

اذهب إلى التنقلاذهب الى البحث

سلمون ملك النوبة الراهب الذى تنازل عن العرش وصار راهباً

كان الملك سلمون ( سليمان ) ملك النوبة من الملوك الأرثوذكسيين الأتقياء عاش فى القرن الحادى عشر وكان ملكاً تقياً خائفاً الله ويحكم بالعدل سائراً فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم حتى إنهم لقبوه ( الملك القديس ) ونظراً لاشتياقه ومحبته لله ورغبته فى تكريس حياته كلها لله بدون مانع أو عائق فقد اشتاق من كل قلبه إلى حياة الرهبنة ولاسيما وقد ساد الهدوء والإستقرار بلاد النوبة بعد أن هدأت الصراعات السياسية بين مصر والنوبة فمن ثم ️فقد نزع تاج المملكة من على رأسه وتنازل عن العرش لإبن أخته جورجا ( جرجس)وكأن لسان حاله يقول : لكن ما كان لى ربحاً ، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى ، الذى من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح ، وأوجد فيه .(رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبى ٣ : ٧-٩ )

ترهب الملك سلمون بدير القديس الأنبا نوفير السائح فى البرية التى تحمل إسمه والتى تقع على الحدود المصرية النوبية وقيل عن هذه البرية أن المسافة بينها وبين أطراف النوبة مسيرة ثلاثة أيام وبينها وبين مدينة أسوان مسيرة عشرة أيام. أنفرد الراهب سلمون للصلاة والصوم والنسك ومحبة الله وطاعته وعاش فى الدير حياة رهبانية فاضلة.

كان والى أسوان فى ذلك الوقت سعد الدولة شاردكين القواسى فلما علم أن الملك سلمون ملك النوبة ترك الملك وصار راهباً أمر جنوده بإحضاره إليه ، فجاء معهم الراهب سلمون فقام الوالى بإرساله إلى القاهرة لمقابلة أمير الجيوش بدر الجمالى وكان ذلك فى عام ١٠٧٩م ما ان وصل الراهب سلمون إلى القاهرة حتى استقبله البابا كيرلس الثانى( ٦٧ ) والآباء الأساقفة والمسيحيين ورجال الحكم إستقبالاً حافلاً بسبب مكانته كملك للنوبة الأمر الذى جعل أمير الجيوش بدر الجمالى وقد كان رجلاً مسيحياً من أصل أرمنى أن يخصص له قصراً جميلاً ليقيم فيه وقد مكث فى هذا القصر لمدة سنة واحدة وكان يتبادل خلالها الزيارات مع البابا كيرلس الثانى وقد أكمل حياته بنفس منهجه الذى سلك به فى الدير.

لقد أجمع المؤرخون على أن إقامة الملك سلمون فى مصر كانت سبباً فى تعزيز علاقات الحب والتقدير بين الأقباط والمسلمين إذ أحبه الجميع على الرغم أن مدة إقامته فى مصر لم تدم أكثر من سنة واحدة إنتقل بعدها إلى أورشليم السمائية وكان ذلك عام ١٠٨٠م ودفن جسده فى دير مارجرجس ( الخندق ) المعروف الآن بكنيسة الأنبا رويس الأثرية بالعباسية - القاهرة. بركة صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائماً ابدياً امين