أهلاً بكم، في الموسوعة القبطية الأرثوذكسية

للاستفسارات كلمنا على الماسنجر

أو إبعت واتساب

إسحاق

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صورة ذبح اسحاق فن قبطي.jpg

إِسحاق (بالإنجليزية Isaac بالقبطية:Ⲓⲥⲁⲁⲕ بالعبرية: יִצְחָק؛.) ويعرف ايضاً بإسم اسحق

ومعناه بالعبرية "يضحك" وهو ابن إبراهيم وسارة؛ وقد ولد في النقب، وفي بئر سبع على الأرجح (تك 21: 14و31). وقد ولد حين كان أبوه قد بلغ السنة المائة من العمر تقريبًا، وحين كانت أمه قد بلغت 90 عامًا من العمر تقريبًا (تك 17: 17و21: 5). ولما وعد الله سارة بأنها تلد ابنًا ضحك إبراهيم لأن أمرًا مثل هذا يبعد تصديقه (تك 17: 17- 19). ولما سمعت سارة الوعد نفسه ينطق به أحد الضيفين السماويين ضحكت هي أيضًا لأنها لم تصدق شيئًا من مثل هذا (تك 18: 9-15). ولما ولد الطفل قالت سارة أن الرب صنع إليّ ضحكًا وأن جيرانها سيضحكون معها (تك 21: 6). فقد لازم الضحك هذا الصبي من وقت الوعد به إلى ما بعد ولادته ولذا فقد دعا إبراهيم اسم ابنه "إسحاق" أي "يضحك".

ولقد ختن إبراهيم إسحاق Isaac في اليوم الثامن كم أمره الرب (تك 21: 4) وفي مناسبة الاحتفال بفطام إسحاق، وبناء على إثارة سارة وإشارتها، طرد إبراهيم الأمة هاجر وابنها إسماعيل (تك 21: 8- 21) . وفي نقطة ما على جبل المُريّا، ويرجَّح أنها البقعة التي بني عليها المذبح في هيكل سليمان فيما بعد، كاد إبراهيم يقدم ابنه ذبيحة، ولكن الله منعه من تقديم هذه الذبيحة، فقدم إبراهيم كبشًا عوض إسحاق ابنه (تك 22: 1- 13). وبهذا أظهر الله لإبراهيم في وضوح وإبانة أنه لا يطلب تقديم الأولاد ذبائح كما كان يفعل الكنعانيون في ذلك الحين.

وعندما أراد إبراهيم أن يأتي بزوجة لإسحاق أرسل إلى قومه في حاران ليحضر زوجة له من أهله ومن عشيرته. وكان إسحاق وقت زواجه يسكن "بئر لحي رُئي" في النقب (تك 24: 62) وكان قد بلغ الأربعين من العمر (تك 25: 20). ثم من بعد عشرين سنة من زواجه، استجاب الرب صلاة إسحاق وأعطاه وزوجته رفقة توأمين عيسو ويعقوب، وجاءت النبوة بأن الكبير يستعبد الصغير (تك 25: 21- 26).

وانتقل إسحاق إلى جرار بسبب الجوع، وهناك ظهر الله له في حلم وحذره من الذهاب إلى مصر، وجدد له العهود التي وعد بها إبراهيم أباه (تك 26: 1- 5). . وقد تشبه بأبيه في إظهار زوجته بأنها أخته وذلك لكي ينجي نفسه. ولكن أبيمالك ملك جرار اكتشف الخدعة، وأكَّد له حمايته (تك 26: 6- 11) وقد بارك الله إسحاق في زرعه، وفي ما شيده حتى أن الفلسطينيين حسدوه وغاروا منه (تك 26: 12- 16). ولذلك انتقل إسحاق من جرار وحفر عدة آبار على التوالي ولكنه تركها بسلام للفلسطينيين الذين كانوا يتنازعونها (تك 26: 22). وظهر الله لإسحاق في بئر سبع ووعد بأن يباركه وبنى إسحاق مذبحًا للرب هناك (تك 26: 23- 25). وقد جاء إليه أبيمالك ملك جرار وعمل معه عهد سلام كما كان قد عمل مع أبيه من قبل (تك 26: 26- 33، قارنه مع تك 21: 22- 32). لذلك فقد اتصلت بئر سبع مرة أخرى بالقسم والحلف.

وقد أحب إسحاق عيسو وأحبت رفقة يعقوب (تك 25: 28). ولما أراد إسحاق أن يعطي البركة والجزء الأكبر من ميراثه لابنه عيسو، احتالت رفقة واستغلت عمى إسحاق وأشارت على يعقوب أن يتقدم لنوال البركة بدل عيسو. ولم يتمكن إسحاق من بعد هذا أن يمنح عيسو سوى بركة ثانوية ضئيلة (تك 27: 1- 40). وبناء على إشارة رفقة أرسل إسحاق يعقوب إلى فدان أرام ليهرب من أمام غضب أخيه عيسو وليتخذ لنفسه زوجة من قومه وأهل عشيرته (تك 27: 41- 28: 6).

ولما عاد يعقوب من فدّان أرام بعد فوات عشرين عامًا كان إسحاق لا يزال ساكنًا في حبرون (تك 35: 27). وهناك مات إسحاق فدفنه ابناه في مغارة المكفيلة إلى جوار والديه وزوجته (تك 49: 31).

وقد اتصف إسحاق بالخضوع لأبيه (تك 22: 6- 9) وبالتأمل (تك 24: 63) وبالمحبة لأمه وزوجته (تك 24: 67) وبمسالمته للغير (تك 26: 20- 22) وبالصلاة (تك 25: 21و26: 25). ولكنه تمثل بأبيه في أنه لم يقل الحق من جهة زوجته خوفًا على حياته (تك 26: 7). ويرد اسمه كثيرًا مقترنًا مع إبراهيم ويعقوب بصفتهم آباء شعب الله (1 ملو 18: 36، مت 22: 32 إلخ.). ويتخذ بولس من إسحاق رمزًا للمتحررين من عبودية الناموس والذين نالوا الموعد وقد ولدوا حسب الروح (غلاطية 4: 21- 31) ويرى كاتب الرسالة إلى العبرانيين (ص 11: 20) في بركة يعقوب وعيسو دليلًا على الإيمان.