أهلاً بكم، في الموسوعة القبطية الأرثوذكسية

للاستفسارات كلمنا على الماسنجر

أو إبعت واتساب

طقس كنسي

من كوبتيكبيديا
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البابا تواضروس الثاني يدشن معمودية كنيسة مارمرقس بالكويت.jpg
طقس عمل الميرون.jpg
صورة لأحد الطقوس الكنسية.jpg
تقديم الحمل.jpg

"طقس" كلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية “طاكسيس” والتي تعني ترتيب أو نظام، ويقصد به النظام أو الترتيب الكنسي.

ونحن في الكنيسة نمارس (لاهوت طقسي) وليس طقساً، فكلمة لاهوت = الله، وكلمة طقس = ترتيب أو نظام، إذن فنحن نمارس داخل كنيستنا ترتيب إلهي، ونحن الآن ندرس علم الترتيب الإلهي.

فالطقس هو نظام وترتيب القائمين بالخدمة الكهنوتية، والصلوات العامة والخاصة، وترتيب إقامة الأسرار الكنسية السبعة، وصلوات التدشين والتكريس، وترتيب الكنيسة (بيت الله)، من أقسام ومحتويات وأدوات خدمة وأيقونات، وترتيب الأصوام والألحان والقراءات الكنسية.

الطقس كنسياً

فكنيستنا القبطية كنيسة إنجيلية تعيش بروح الإنجيل، وكل صلواتنا الطقسية مرتبة بإرشاد الروح القدس وفق نصوص من الكتاب المقدس، بحيث أن كل طقس في الكنيسة يرجع إلى نص كتابي، فما أعظم كنيستنا القبطية في طقسها وروحانيتها، فهي ما زالت في حفاظ على ذلك الطابع فتزداد روحانياتها.

إن الطقوس مهمة جداً للعبادة، لأن كل شئ نافع لابد أن يكون منظماً، فأي قبطي أرثوذكسي يذهب إلى أي كنيسة أرثوذكسية لنا في أي مكان في العالم لا يشعر أنه غریب، لأن القراءات والألحان والترتيبات واحدة، لأنها تصبغ المؤمنين هكذا بصبغة الوحدانية وحياة الشركة. ويشتمل الطقس على:

الصلوات الكنسية

الصلوات الكنسية (الليتورجيا): تعني الصلوات الجماعية (صلوات الشعب) فكلمة (ليتو) مأخوذة عن الكلمة اليونانية لاؤس أي الشعب،و(إرج): مأخوذة عن كلمة يونانية تعني عمل، (أي عمل الشعب) وهي صلوات وضعت من أجل أن يصلي الجميع معاً، بنفس الكلمات وبنفس الروح.

الأعياد الكنسية

الأعياد الكنسية: لها مواعيد وصلوات محددة ومعروفة.

أسرار الكنيسة السبعة

أسرار الكنيسة السبعة تشتمل على جانبين:

جانب عقيدي

إعلان عن إيماننا الأرثوذكسي وما يتعلق بالسند الكتابي للسر .

جانب طقسي

في كيفية ممارسة هذه الأسرار وتطبيقها، وترتيب الصلوات التي تقال أثناءها.

القراءات الكنسية

القراءات الكنسية: هي أيضا مرتبة في كتاب القطمارس، ومعروف لكل يوم قراءاته .

الأيقونات

الأيقونات: حيث أن للأيقونات نظم متبعة في رسمها، لتخرج بصورة منظمة، ولها معايير كثيرة لقراءتها.

أهمية الطقس:

يوحد الكنيسة

الطقس يوحد الكنيسة لتكون كلها واحد في المسيح، حيث أن الكنيسة هي جسد المسيح، والمسيح جسد واحد غیر منقسم.

جسد المسيح الكامل

المسيح أراد ألا تقطع ساقيه على الصليب، أو تكسر عظمة من عظامه حتى يظل جسده كاملاً، ولم يمت بحد السيف حتى يظل رأسه متصل بجسده، الذي هو الكنيسة.

ليكونوا واحداً كما نحن

وقد أكد السيد المسيح على وحدانية الكنيسة في وحدانية الرسل، ووحدانيتهم فيه: "ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن." (يو11:17) . "ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد." (يو 17: 21 - 22)

تكون رعية واحدة

– في مثل الراعي الصالح أكد السيد المسيح أيضاً على ضرورة وحدانية الكنيسة: "ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد." ( يو 10: 16).

الطقس يجعل الكنيسة واحداً

لذا جاء الطقس حتى يجعل الكنيسة واحداً، فجميع أفرادها يتحدثون بالليتورجيا التي هي لسان الكنيسة. وينظرون جهة الشرق منتظرين المجئ الثاني للرب. ناظرين للنور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان.

جماعية الأداء

الطقس يضمن جماعية الأداء: حيث أن الشعب جزء أساسي من أداء القداس وإتمامه. فجميعنا نصلي بروح واحدة وكلام واحد، وفي وقت واحد كما أمرنا الرب أن نصلي جميعاً معاً وأكبر مثال حين قال: "ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض." ( لو 11: 2)

وهنا تظهر جماعية الأداء في شيئين:

  • فقولوا: أي قولوا جميعكم معاً.
  • يا أبانا: لنصرخ نحوه معاً قائلين: يا أبانا ولم يقل يا أبي الذي في السموات.

يشرح العقيدة

الطقس يشرح العقيدة ويحافظ عليها: وينقلها من جيل إلى جيل بسهولة، ودون تغيير أو تحريف، فالطقوس هي التطبيق العملي للعقيدة، وهو المدرسة الأولى التي تشرح العقيدة من خلال تطبيقها، ولعل أكبر دليل هو القداس الإلهي، فجميعنا قد تعلم من القداس الكثير عن لاهوت السيد المسيح وهو لا يزال صغيراً من خلال صلواته.

والكثير من القديسين والبسطاء أيضاً كان القداس بكل ما يحويه من معان وطقوس هو المدرسة الأولى لهم. ومن القداس براهين تطبيقية إستخدمت في الرد على المبتدعين أمثال آریوس وأوطاخی. فمثلاً ممارسة سر الإفخارستيا تثبت أن بدعة أوطاخی هی خاطئة، فالجسد الذي تأكله على المذبح هو جسد حقيقي غير ذائب أو متحلل، كما إدعى أوطاخي أن ناسوت المسيح ذاب في لاهوته.

يوضح حقائق مجردة

الطقس يشرح حقائق مجردة: حيث أنه يوضح أشياء يمكن أن يستوعبها العقل المجرد. مثال: رشم الصليب وهو أصغر عقيدة في المسيحية، ولكنها تعبر عن المسيحية كلها، ففيها تشرح:

عقيدة التجسد

عقيدة التجسد: باسم الآب حيث الآب نزل من السماء، "إشارة الرأس"، والأبن إلى الأرض تجسد من بطن العذراء بالإشارة للبطن وهكذا.

عقيدة الفداء

عقيدة الكفارة والفداء: إنتقالنا من الشمال إلى اليمين بالإشارة من الكتف الأيسر إلى الأيمن أي إنتقالنا من الظلمة للنور بالخلاص الذي تم بالصليب.

عقيدة التثليث والتوحيد

عقيدة التثليث والتوحيد: بإسم الآب والإبن والروح القدس "ثلاثة أقانيم" الإله الواحد آمين. مع كل مرة نرشم فيها الصليب تعلن عن إيماننا بالثالوث القدوس: الآب والإبن والروح القدس، وأيضا إعلان عن إيماننا بوحدانية الله لأننا نختم ونقول: (إله واحد آمين).

يعلن قداسة المادة

الطقس يعلن قداسة المادة: حيث أنه بإستخدام المادة في الأسرار نقدسها، ونرفض كل الآراء التي ترفض المادة. فأكبر دليل على قداسة المادة إتحاد المسيح بها فالمادة مقدسة في الأرثوذكسية، فالكنيسة تصلي من أجل الطبيعة: (المياة والعشب والزروع) ومن هذا المنطلق فمن واجبنا الحفاظ على البيئة.

يقول أحد القديسين: "الديانة إن خلت من الطقوس خلت من أصبع الله"

الليتورجية المشبعة

الطقس يقدم لنا الليتورجية المشبعة

المعنى اللاهوتي

الكلمات المليئة بالمعنى اللاهوتی (كل كلمة وراءها فكر وتشرح عقيدة). مثال: حينما تقول في القداس: (يا الله العظيم الأبدي) ففي هذه الصلوة نذكر الله الذي ليس له نهاية، والإعتراف أنه الخالق، وفيه نعلن خلود الروح، وأن الموت دخيل إلى العالم، دخل إليه بحسد إبليس، وفيها كلمة ظهور التي تعلن وجود الله من الأزل، وفيها إعلان الثالوث.

النغمات والألحان

فالكنيسة الأرثوذكسية تفخر بألحانها القبطية، فإذا نظرنا إلى الألحان الكنسية نجدها تعبر عن الصلوات التي تقال، وكلمات اللحن بالهزات والتموجات التي تشتمل عليها الألحان. مثال من ألحان القداس: - ونظر إلى فوق في لحنها إرتفاع. – ونزل إلى الجحيم في لحنها نزول. – في لحن بيك إثرونوس في أوله لحن للتوسل إلى الله الذي يدين المسكونة، وفي آخره فرحة بالخلاص في كلمة الليلويا. – في ختام الصلوات: "ذوكصابتري" لحن يقال بنغمة توحي بأن الشخص سيترك المكان ويمشي وكأنه يقول نراكم مرة أخرى.

مصادر الطقوس

الكتاب المقدس

يعتبر الكتاب المقدس أهم مصدر للطقوس الكنسية، بل أن أي طقس لابد أن يكون مأخوذ من الكتاب المقدس۔

قوانين الرسل

وهي قوانين وضعها الآباء الرسل الإثني عشر قبل الكرازة وهم مجتمعون في علية صهيون.

تعاليم الآباء

تعاليم الآباء الرسل (الدسقولية) وهي تعاليم وضعها الآباء الإثني عشر ومعهم القديس بولس الرسول والقديس يعقوب أسقف أورشليم الأول۔

المجامع المسكونية الثلاث

قوانين المجامع المقدسة المعترف بها لدى الكنيسة الأرثوذكسية.

قوانين الآباء البطاركة والتقاليد

قوانين الآباء البطاركة الأقباط والتقاليد المسلمة للكنيسة.

الطقس هو تبسيط الإيمان وشرح عملي وحسي لنا، بحيث يفهم جميع الناس من مختلف الثقافات والأجيال والأعمار والمواهب، فالألحان كلها شرح للإيمان والعقيدة، والأصوام كلها تحمل معنى الخلاص. والطقس يساعدنا على أن نعبد الله بأرواحنا وعقولنا وأجسادنا، وذلك من خلال العمل السري لروح الله فينا.

تراث الكنيسة

تراث كنيستنا محفوظ في طقوسها فالطقوس هي تجسيد لإيماننا وروحانية عقائدنا، والطقوس هي قوالب مصبوب فيها الإيمان والعقيدة صباً محكماً.

ولولا طقوس كنيستنا التي ربطتها حتى الآن، لنسينا عقائدنا وحقائق إيماننا وانجرفنا وانحرفنا بعيداً عن منابع إيماننا الأصيل، خاصة الفترة التي ضعف فيها الوعظ والتعليم في الكنيسة، ولم يبق فيها إلا الطقس ثابتا وراسخاً.

الطقس والحياة الروحية

في الظاهر يظهر الطقس عبارة عن مجموعة وصايا وتحديدات وترتيبات، ولكن في الحقيقة الطقس هو كنوز غنية تظهر بأمانة.

ما رأيك ما هي الأمور التي تعوق روحانية الطقس والاستمتاع به؟

برودة الحب للمسيح

بسبب كثرة الخطية المنتشرة تفتر لدينا محبة ربنا "ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 12:24). إذا كنا لا نحب الله لن نتلذذ بالجلوس معه، عندما تحب شخص تجد الجلسة معه خفيفة ولذيذة وتحب تقضي الوقت كله معه. أحيانا نذهب للقداس متأخرين، ومعناها أنني لا أحب الجلوس مع الله، فاختزال الوقت معناه برودة الحب، وهذا يجعل الإنسان لا يتمتع بالطقس ويكون في ملل ومجهود في الممارسة، وزهق ونشتكي من أمور كثيرة (اللحن الطويل، اللغة القبطية، صوت أبونا) "إذا إنفتح القلب على المسيح يصير الطقس بديعاً".

قلة الوعي

لابد أن أفهم ماذا يُقال، فإذا كنت متفرجاً لا أستمتع بل أكون مثل الذي يقيم الشئ. على العكس تماما عندما أفهم وأعي وأستمتع بما يقال، قلة الوعي تجعلنا لا نشعر بجمال الطقس وروحانيته. الوعي معناه:

فهم كل الكلمات

فهم كل الكلمات الموجودة في طقوس الكنيسة مع التركيز في معناها.

فهم ترتيب الصلوات

فهم ترتيب الصلوات والمعنى والهدف من هذا الترتيب.

التفاعل مع اللحن

التفاعل مع الألحان والنغمات، فكل نغمة لها معنى، والنغمات نفسها تحمل أحاسيس روحية.

مثال: الإحساس بالكنيسة يوم الجمعة العظيمة مختلف عن قداس عيد القيامة.

روتينية الأداء

بمعنى أن يكون ذهابنا إلى الكنيسة من أنواع تأدية الواجب فقط. إذا كان الطقس ينشئ حواراً بيننا وبين المسيح فيكون عملاً مشبعاً. أبونا واقف أمام المذبح يتكلم مع المسيح، وأنا أيضا يجب أن أقف في الكنيسة أتكلم مع المسيح ومع الآب. مثال: عندما أقول ( يارب أرحم) من القلب، وأكون في شركة مع الله، والقلب مفتوح على السماء والقديسين، والكنيسة، هنا يتحول الطقس إلى خادم للخلاص، ونكون كأننا في السماء.

السرعة والإنشغال

الخطورة في الإنشغال بأمور كثيرة. مهم أن أدخل الكنيسة وأركز وأبتعد عن كل ما يشغلني عن الصلاة والليتورجيا، فعندما تقف للصلاة ركز في الصلاة، عندما تقف في القداس ركز في القداس، ليتنا نتعلم ألا نتحرك إطلاقاً أثناء الصلاة، ولا نتكلم، ولا ننشغل بشئ إلا بشخص ربنا يسوع المسيح.

كيف أعيش الطقس

المعرفة

مهم جدا أن نعرف معنى إبصالية، ذكصولوجية، لبش، ونتعرف على ألحان المناسبات الكنسية (الفرايحي، السنوي، الحزايني، والشعانيني) ولابد أن نفهم طقس الكنيسة، فعندما ندخل الكنيسة نندمج ولندرك لماذا يقال هذا اللحن في هذا اليوم.

الممارسة

عندما تحفظ لحن وتعرف متى يُقال فلا يكفي الحفظ والمعرفة، ولكن أيضاً الممارسة مهمة جداً. معرفتی لطقس الكنيسة يثبتني في جو الكنيسة الروحي، ويجعل الممارسة ممتعة.

التركيز

ما أجمل الإنسان الذي بعد المعرفة والممارسة لابد من التركيز، وأن يعرف ويمارس بتركيز، يكون المعنى واضحاً في ذهنی۔

التمتع بحضرة المسيح

الإحساس بحضور المسيح في صلواتنا: المسيح هو بهجة الحياة، هو نور الطريق، المسيح هو الدم الذي يسري في عروقنا، لكي نكون أحياء، المسيح هو العريس، فلا يمكن أن يوجد فرح بدون عروس، لابد أن يكون المسيح حاضراً في حياتنا المسيح هو الرأس، فلا يمكن أن يوجد جسد بدون رأس. إذا غاب المسيح انطفأت الحياة لابد أن أرى المسيح في كل لحن، في كل آية في كل عظة، في كل ممارسة، في كل طقس، في كل مناسبة، في كل صلاة، في كل قداس. اذا تكلمنا مع القديسين فنتكلم معهم لأنهم أعضاء جسد المسيح. فالمسيح لابد أن يكون حاضراً في كل حياتنا، عمانوئيل إلهنا في وسطنا بمجد أبيه والروح القدس.

معرض الصور

مراجع

أنظر ايضاً

وصلات خارجية

+++ هام جدا +++
كل مقال جديد يجب أن ينتهي بهذه السطور ولن يتم الموافقة النهائية عليه قبل إكتمال مراجعته من حيث:

الويكي/ العقيدة/ الطقس/ التاريخ/ اللغة/ الشواهد

تمت مراجعة الويكي والتنسيق العام وإكتمال عناصر الصفحة بواسطة
تمت المراجعة العقائدية واللاهوتية بواسطة
تمت المراجعة الطقسية بواسطة
تمت المراجعة التاريخية والموضوعية بواسطة
تمت المراجعة اللغوية بواسطة
تمت مراجعة الشواهد والاقتباسات وأقوال الآباء بواسطة